الخميس، 4 فبراير 2016

·       قوم عاد وثمود
من أشهر الأقوام الذين ورد ذكرهم في كتاب الله تعالى القرآن الكريم، هما قوما عاد وثمود، حيث أظهر الله تعالى وخلّد قصتيهما في القرآن الكريم، ليتفرّد هذا الكتاب بذكر هاتين القصتين دوناً عن باقي الكتب السماويّة، فقد أرسل الله تعالى إليهما نبيان ورسولان كريمان من أنبيائه ورسله وهما هود وصالح – عليهما الصلاة والسلام – وكان هذان النبيان قد بذلا ما بوسعهما لدعوة قوميهما للهداية، وحاولا إبعاد هاذين القومين عمّا كانا فيه من ضلال إلّا أنهما لم يستجيبا لهذه الدعوة فعاقبهم الله تعالى بذنوبهم وبإسرافهم بعقاب شديد. يُذكر أنّ الترتيب الزمني لهذين القومين هما قوم عاد ثم ثمود، فهذا هو الترتيب الزمني الأرجح.

   * قوم عاد
·       التعريف /
 هو اسم مؤسّس هذه القبيلة وجدّها الأكبر، ويقال في روايات متعدّدة أنّ هذا الاسم هو اسم عربي، وفي أكثر الروايات منطقية فإن (عاد هو بن عوص بن أرم بن سام )، وإلى عاد ينسب نبي الله تعالى هود – عليه السلام – الذي أرسله الله تعالى إلى قوم عاد ليدعوهم إلى طريق الحق والخير ويبعدهم عما كانوا فيه من غي وجهل وضلالة. ومن عاد تتفـرع ثلاثـة عشر قبيلـة كحد أدنى كما يروى  منها قبيلـة ( إرم ) حتى قيل بإن القبـائل كانت تنتسب إلى عاد  لسطوتهـم وقوتهم آنذاك وكان يقـال عاد إرم  وعاد ثمـود  وعاد جديس  وعاد طسم  وعاد أميم وغيرها  وكلها قبائل اندثرت  واختلفوا في كهن إرم بينمـا أجمعـوا على إن عاد هـي قبيلـة عربيـة من الأمم البائـدة يرجـع نسبها إلى سام بن نـوح
وقيل بأن ( أي / ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا ) من أولاد سيدنا نوح .. أكبرهم ( ود ) .. ومن الذين نجوا من الطوفان معه عليه السلام .. وكانوا من الصالحين فلما ماتوا عبدتهم الأمم .. وكذا المشركين يعبدون من الناس الصالحين .. وأصبحوا يستقون منهم المطر .. ومن الذين عبدوهم قوم عاد .. والله عندما عذبهم منع عنهم المطر ثلاث سنين .. وقد يكون ذلك لأنهم كانوا يستقون المطر من غيره سبحانه وتعالى .

·       المكان /
 أمّا عن الأماكن التي كانوا يقيمون فيها، فهناك العديد ممن رجحوا أنّهم قطنوا منطقة الأقحاف، وهي التي تقع إلى الجهة الغربيّة من عُمان، وإلى الجنوب من الربع الخالي.، وهذا الموقع حالّياً هو موقع خالٍ من أية معالم، فهو موقع صحراوي لا يمكن أن يسكن فيه الإنسان في هذا الوقت.

·       ديانتهم /
كانو يعبدون القمر , وقيل الاوثان والاصنام , ومن اصنامهم (ود - سواع - يغوث - يعوق - نسرا - صدا - صمودا - الهتار - ضرا وضمور  - الهبا – هرا )  كما قال الذكر الحكيم  ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا )
·       النبي المرسل اليهم /
 بعث الله – عز و جل - نبيه و رسوله ( هوداً – عليه السلام ) – إلى قوم عاد و التي تعد واحدة من القبائل العربية، و التي تعود في نسبها إلى سام بن نوح، أما بالنسبة إلى هود – عليه السلام - فهو رجل حكيم ذو عقل راجح و مكانة مرموقة في قومه قوم عاد، حاله كحال باقي الأنبياء، فالأنبياء المرسلون إلى أقوامهم فهم أناس متميزون على جميع المستويات و الأصعدة اصطفاهم الله تعالى لما علمه من صفاتهم و من نقاء سريرتهم و وقوفهم إلى جانب الحق في أشد الأوقات حلكة وظلمة. و قد بعث إليهم بعد فترة طوفان نوح و قصته التي انتشرت في أصقاع الأرض حسب ما ورد على لسان هود – عليه السلام -، في سورة الأعر
* أجسامهم وقصتهم /

كانوا يتميزون بإتقانهم الشديد للبناء و تفننهم فيه، حتى أن أبنيتهم كانت شديدة الضخامة، وكانوا أيضاً يتمتعون بالشدة والقوة والترف والحياة الاقتصادية الهانئة والأنعام الكثير التي سخرها الله تعالى لهم، وأماكن تجميع المياه، عند بعثة نبي الله هود – عليه السلام – لاقى صداً كبيراً من قومه فأعرضوا عنه و استهزؤوا به، مع أنهم خلفاء قوم نوح و يعلمون صدق هود، و يعلمون أن مكانته من مكانة نوح، و لكن الكبر و العناد و سيطرة هوى النفس كان حائلاً بينهم و بين النطق بكلمة الحق و الإيمان بالله تعالى. وكانوا منكرين للبعثة بعد الموت ومنكرين لعبادة الله تعالى، فقد عانى هذا النبي الكريم مع هؤلاء الناس، فلم يؤمن معه إلا صغار القوم. عندها جاء أمر الله تعالى بان ينزل عليهم العذاب الشديد الذي يستحقونه، نظراً لإنكارهم و استهزائهم بهذا النبي الكريم و برسالته السمحة التوحيدية التي تنجيهم من الضلال الذي يعيشون فيه، حيث أن الأصنام التي يعبدونها فلم تجعلهم على ما هم عليه من قوة و منعة و ثراء، فسلط عليهم الله عز وجل الريح العاتية والتي وصفها الله في كتابه القرآن بالصر صر، حيث دامت هذه الريح لمدة سبعة أيام وثمانية ليال، وعندما انتهت، أصبحت عاد من الماضي، واصبحت عاد هباءً منثورا.










**  قوم ثمود
 قوم ثمود هم من أرسل إليهم رسول الله صالح – عليه السلام – ليهديهم ويخرجهم من العبادة الوثنيّة التي كانوا يعبدونها، غير أنّهم طلبوا منه أن يأتيهم بآية تكون دليلاً على صدق دعوته، فأخرج الله تعالى لهم ناقة من صخرة، إلا أنّهم أعرضوا عن هذه الآية واستكبروا استكباراً، ومن ثم عقروها، فأخذهم الله تعالى بذنبهم هذا. هم قوم صالح عليه السّلام ، من الأقوام التي ذكرها الله تعالى في قرآنه الكريم قال الله تعالى في سورة هود (وَإِلَى ثَمُوْدَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيْهَا فَاسْتَغْفِرُوْهُ ثُمَّ تُوْبُوْا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّيْ قَرِيْبٌ مُجِيْبٌ) ,,,,,  سميّ قوم ثمود بهذا الاسم نسبة إلى جدهم الأكبر ثمود، وقيل أنّ ثمود هو ابن عاد، وقيل أنّ ثمود هو بن عامر بن أرم بن سام بن نوح. أمّا المكان الذي تواجدوا فيه فهو في مدائن صالح ( الحِجر )، وهذه المنطقة تقع في جنوب شرق مدينة مدين بلد نبي الله شعيب – عليه السلام -، الذي أرسله الله تعالى لاحقاً إلى قومه في هذه المدينة، وهي ذات المدينة التي لجأ إليها نبي الله موسى عندما فرّ من مصر، وللحِجر أهميّة كبيرة في التاريخ وهي الآن واحدة من أهم المعالم السياحيّة في السعودية.
و قوم ثمود هم أصحاب الحجر الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه ( ولقد كذّب أصحاب الحجر المرسلين. وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين) حيث كان قوم ثمود من الأقوم التي جاءت بعد قوم عاد و هم من الأقوام الطّاغية كان يعيشون في منطقة بالحجاز و تسمى الحجر ، و أصحاب الحجر نسبة إلى نحتهم البيوت في الصّخور قال تعالى ( وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ) . أرسل الله تعالى الكثير من الرّسل إلى قوم ثمود لكنهم قوم جبارين كانوا يكذبون بالرسل و يقتلونهم و يعيثون في الأرض فساداً، و تجلت حكمة الله تعالى بأن يولد سيدنا صالح عليه السّلام بين قوم ثمود و ترعرع و أصبح مشتداً في عمره و أرسله الله تعالى لقوم ثمود ليهديهم إلى طريق الحق و الإيمان بالله وحده لا شريك له و يتقربوا لله تعالى، لكن قوم ثمود كذبوه في دعوته و نبوته و يريدون دليلاً على صدق نبوته و طلبوا منه إن كان نبياً يخرج ناقة من الصّخر ، فاستجاب الله تعالى لسيدنا صالح عليه السّلام فإنشق الجبل إلى نصفين و خرجت ناقة ضخمة إلى الملأ و هذه الناقة تعادل في حجمها عشرة نوق ( جمع ناقة ) و من معجزة الناقة كانت ضخمة لا تؤذي أحداً لا إنسانا ولا نباتاً ولا حيواناً و أمر الاه تعالى أن يكون لها يوما كاملاً تشرب منه ، قال تعالى (قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم فعقروها فأصبحوا نادمين فأخذهم العذاب) ومن معجزة الناقة أيضاً أنها تشرب الماء يوماً كاملاً لا يشرب فيه قوم ثمود و مقابل الماء الذي تشربه تدر حليباً يكفي ثمود كلهم ، لكنهم كان الشيطان أقرب إليهم ، كان يتربصون بالنّاقة لقتلها بحجة إنها تحرمهم شرب الماء يوماً كاملاً و حذرهم صالح عليه السّلام من قتل الناقة و توعدهم بعذاب الله ، فعقروا الناّقة و جاء عذاب الله تعالى. بعد قتلهم النّاقة أمهلهم الله تعالى ثلاثة أيام ليتوبوا و يقال اصفرت وجوههم في اليوم الأول و في اليوم الثاني احمرت وجوههم و في اليوم الثالث اسودت وجوههم و أنذرهم صالح بأن هذا دليل على قرب عذاب الله تعالى إن لم يتوبوا ، لكن دون جدوى فأرسل الله تعالى سيدنا جبريل عليه السّلام بالصّيحة و صاح صيحة قطعت قلوبهم ، و تركتهم جثث هامدة في بيوتهم جاثمين ، هكذا أهلك الله تعالى قوم ثمود قوم صالح عليه السّلام بالصّيحة لقاء تكذيبهم بالله تعالى و أنبياء الله تعالى .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق